تأمينات الحياة هي نظام اقتصادي اجتماعي يعمل على تعاون وتضامن وتكاتف وتكافل بين الأعضاء المشتركين، وذلك عن طريق تجميع المخاطر وإعادة توزيعها في نظام علمي سليم لتخفيف عبء الخسارة عن الفرد الذي يلحق به الضرر.
أيضاً هي وسيلة منظمه للادخار تعمل على تنمية مدخرات الفرد، وهو نظام أشبه بنظام ادخاري منظم حيث أن وسيله الفرد للتوقف عن أداء الأقساط تربطها أحكام وقواعد منظمه مما يجعل هذه المدخرات أقل عرضه للخطر، وبذلك تعمل تأمينات الحياة على تنمية وتقوية عناصر الأمان وتوفر الحماية الطويلة الأجل والمستمرة وهذا ما يجعلها تختلف عن الادخار في المصارف أو البنوك.
تأمينات الحياة هي تأمينات متوسطة أو طويلة الأجل، ويترتب على ذلك ضرورة قيام شركات التأمين بتكوين مخصصات احتياطيات تسمى بالاحتياطيات الحسابية.
وهذه الاحتياطيات في مجموعها يتكون منها أموالاً ضخمة متاحة للاستثمار المتوسط أو طويل الأجل ولذلك فإن لتأمينات الأشخاص أو تأمينات الحياة أهمية اقتصادية واجتماعية من الناحية الاقتصادية، وقطاع التأمين مثل البنوك والمصارف يتكون لديها أموال طائلة من مدخرات أصحاب الوثائق.
وهذه الأموال متاحة للاستثمار وتعمل دوراً مهما في الاقتصاد، حيث يمكن استثمار أموال حمله الوثائق في أغراض عديدة للتنمية مع مراعاة الأسس الاكتوارية ومبادئ التأمين وقواعد الاستثمار وينتج من استثمار هذه الأموال أرباحاً لحقوق لحملة الوثائق تصرف لهم على مدى امتداد مده التأمين.
وتعتبر هذه الاستثمارات هي حقوق لحملة الوثائق وليس حقوق للمساهمين ولذا اهتمت الهيئة العامة الإشراف للرقابة على التأمين بوضع القوانين والتشريعات التي تنظم أسس وتوظيف أموال المؤمن عليهم – وموضحة قنوات الاستثمار التي يمكن الاستثمار فيها والنسب المقررة لكل نوع من الاستثمار وذلك حتى لا تتعرض هذه الأموال لمخاطر الخسارة.
تتركز أهمية تأمينات الأشخاص في عناصر الخطر التي ينتج بسببها فقدان الدخل بسبب الوفاة أو بلوغ سن معينة أو فترة طويلة أو محدودة كما هو الحال في حالات المرض أو العجز الكلى أو الجزنى المستديم المنهى للخدمة أو لأي عمل يمكن أن يعمله الفرد.
تنقسم تأمينات الحياة إلى قسمين رئيسين وهما تأمينات الحياة الفردية وتأمينات الحياة الجماعية ولكل من هذين القسمين خصائصه وأنواعه ومميزاته؛ إلا أن كل منهما يؤدى نفس الغرض وهو توفير الحماية التأمينية للفرد في حالة انخفاض الدخل أو انقطاعه وذلك في حالات الوفاة أو المرض أو العجز أو الشيخوخة.
كما أن كل منهما يعمل تكوين المدخرات المالية التي يحتاج إليها الشخص في المناسبات الخاصة كحالات الزواج وأداء المصاريف الدراسية وأداء مصاريف العلاج أو المرض.
أولا – تأمينات الحياة الفردية:
تنقسم تأمينات الحياة الفردية من ناحية التغطية التأمينية إلى قسمين أساسين القسم الأول التأمينات المؤقتة والقسم الثاني التأمينات الادخارية.
– تأمينات الحياة المؤقتة
الغرض منها هو تعويض المؤمن عليه في حالة الوفاة خلال مده التأمين بصرف مبلغ التأمين المؤمن علية ويتميز هذا النوع من التأمين بانخفاض القسط، وليس لهذا النوع قيمه تصفيته أو قيمه استرداديه وهو في حكمه حكم التأمين ضد حوادث السرقة أو تأمين السيارات ينتهي بانتهاء مده الوثيقة وتتراوح مده التأمين في هذا النوع ما بين سنه و30 سنة أو عند بلوغ المؤمن عليه سناً معناً مثل 60 أو 65 أو 70 سنة.
ومن أهم الأنواع التأمين المؤقت المتناقص وفيه يبدأ التأمين بمبلغ على سبيل المثال عشره آلاف ريال ثم يتناقص سنوياً وليكن بمبلغ ألف ريال ليصل إلى صفر بعد 10 سنوات (لوثيقة مدتها عشرة سنوات).
ويتناسب هذا النوع من التأمين كضمان للقروض في حالة شراء سكن أو سيارة بالتقسيط حيث تضمن الوثيقة في هذه الحالة سداد باقي الأقساط الواجب سدادها إلى المقرض في حالة وفاة المؤمن علية.
وهناك نوع آخر من أنواع التأمينات المؤقتة وهو التأمينات المؤقتة المتزايدة حيث يبدأ التأمين بمبلغ أقل وليكن خمسه آلاف ريال ثم يزداد سنوياً بمعدل 1000 ريال مثلا .. ليصل إلى 25 ألف ريال بعد 20سنه «لوثيقة مدتها عشرون سنة» ويتناسب هذا النوع من التأمين مع الحالات التي يكون فيها خطر الوفاة عند بدء التأمين عاليا «بعد إجراء عملية جراحيه مثلاً» ويتناقص الخطر باستمرار مدة التأمين.
– التأمينات الادخارية
هذا النوع من التأمين يوفى الحماية التأمينية للمؤمن عليه عند بقاءه على قيد الحياة فى نهاية مدة التأمين التى يحددها المؤمن عليه وتلتزم شركة التأمين بدفع مبلغ التأمين للمؤمن عليه فى نهاية المدة و اذا توفى المؤمن عليه قبل نهاية مدة التأمين فانه يتم رد الاقساط المسددة للمستفيدين او ينتهى التأمين عليه دون دفع أى مبلغ حسب الوثيقة.
وهذا النوع من التأمين يجمع بين التأمين والادخار والفرق بين تأمين مدى الحياة والتأمين المخلط أن التأمين المخلط له مده محدده.
وبالتالي فأن تأمينات مدى الحياة فتستمر طوال حياة المؤمن علية حيث يؤدى مبلغ التأمين في حالة وفاة المؤمن علية ومع ذلك فإنه إذا رغب المؤمن علية في تصفية الوثيقة فيمكن صرف قيمه استرداديه تتناسب مع مده المؤمن عليه والأقساط المدفوعة.
ثانيًا – التأمين المختلط
فإن مبلغ التأمين فى النظام المخلتط يؤدى في نهاية مده التأمين؛ إلا إذا حدثت الوفاة قبل نهاية مدة التأمين، فيستحق مبلغ التأمين عند الوفاة، والقسط التأمينى لهذا النوع من التأمين مرتفع نسبيا ويختلف من شركه تأمين إلى أخرى.
وينقسم هذا النوع إلى قسمين رئيسيين.. القسم الأول وهو التأمين المختلط المشترك في الأرباح. أما القسم الثاني التأمين المختلط الغير مشترك في الأرباح – والفرق بين هذين القسمين هو أن الوثائق الصادرة مع الاشتراك في الأرباح تكون فيها الأقساط مرتفعة نسبيا وذلك لأن طريقة احتسابها من الناحية الاكتوارية يعتمد على أساس معدل فائدة منخفض.
وتقوم الشركة بصرف أرباح لحمله الوثائق في صوره مبالغ تامين معلاة – وهذه الأرباح المعلاة تعتمد على معدل الفائدة الذى استطاعت الشركة تحقيقه في استثمار أموال المؤمن عليهم ولا يقتصر التأمين الادخاري على التأمين المختلط فقط بل ظهرت العديد من الأنواع المختلفة.
كما أن هناك نوع خاص يعرف التأمين ذو أجل محدد حيث لا يصرف مبلغ التأمين في هذه الحالة إلا في نهاية مدة التأمين سواء كان المؤمن عليه على قيد الحياة أو لم يكن، وإذا توفى المؤمن علية قبل نهاية المدة تعفى الوثيقة من سداد الأقساط ويمكن هذا التأمين رب الأسرة من تكوين رأس مال لأولاده.