توترات البحر الأحمر تفاقم أسعار التأمين على السفن مع حلول 2025

بوابة التأمين - وكالات

في ظل مشهد عام مرتبك في قطاع التأمين البحري، تفاقم توترات البحر الأحمر أسعار التأمين على السفن مع حلول العام الجديد 2025 . وقد شهد العام 2024 اضطرابات واسعة النطاق في حركة الملاحة العالمية، وتكبدت شركات التأمين خسائر كبيرة مع ارتفاع وتيرة الحروب البحرية في العام الجاري مع تنفيذ جماعة الحوثي اليمنية هجمات في البحر الأحمر.

في أكتوبر 2023، بدأت الجماعة اليمنية هجماتها في البحر الأحمر  عندما خطفت السفينة غالاكسي ليدر. وتزايدت هذه الهجمات في ديسمبر 2023 واستمرت في العام الجاري مع إطلاق كميات كبيرة من الصواريخ صوب السفن التجارية.

وأدت هذه الهجمات إلى تراجع سريع في حركة الملاحة والشحن في البحر الأحمر، والأمر مستمر حتى هذا اليوم، في ظل استمرار العملية العسكرية في غزة وعدم التوصل إلى وقف إطلاق نار.

في هذا الإطار، قال رئيس اللجنة المعنية بالحقائق والأرقام في الاتحاد الدولي لشركات التأمين البحري جون لين، في فبراير 2024 إن حركة الملاحة في البحر الأحمر انخفضت 50%، وهو ما صاحبته زيادة موازية في حركة المرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح. وجاء هذا الانخفاض في حركة الملاحة مصحوباً بارتفاع كبير في تصنيف علاوة مخاطر الحرب الإضافية في البحر الأحمر.

من جانبها، قالت شركة غالاغر للخدمات التأمينية في نشرتها لشهر فبراير إن متوسط أسعار السوق ارتفع من مستوى ما قبل الصراع وهو 0.02 إلى 0.03% إلى متوسط 0.75% في ذلك الوقت. وارتفعت الأسعار بعد ذلك إلى 1% مع مطالبات من بعض الأسواق بزيادتها إلى 1.5% بالنسبة للسفن المرتبطة بالمملكة المتحدة أو الولايات المتحدة، بعد أن ضرب صاروخان أطلقهما الحوثيون سفينة الشحن روبيمار مما أدى إلى إغراقها.

بين شهري مارس ويوليو 2024 ، خسرت السوق البحرية السفينتين ترو كونفيدنس وتوتور. وأشارت خدمة «ذا انشورار»، إلى أن شركة «إم.جي.إيه» نفيام مارين تقود جهود تغطية التأمين على السفينة ترو كونفيدنس ضد مخاطر الحرب بقيمة 23 مليون دولار، بينما تقود شركة ترافيلارز تغطية التأمين على السفينة توتور بقيمة 40 مليون دولار.

وقالت مصادر في مجال السمسرة البحرية إنه منذ هذه اللحظة بات من الصعب جدا العثور على شركة ترغب في التأمين على السفن التي لها صلة بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة وإسرائيل. واستهدف الحوثيون أيضاً السفينة لاكس التي ترفع علم جزر مارشال والسفينة سونيون. وتقود شركة (إس.آي.إيه.تي) جهود تغطية التأمين على السفينة لاكس ضد مخاطر الحرب بقيمة 36 مليون دولار، في حين تقود شركة (كيل كونسورتيوم) تغطية التأمين على السفينة الثانية بقيمة تزيد على 60 مليون دولار.

عام جديد ومخاطر جديدة 

وقبل الهجوم على السفينة سونيون في أواخر أغسطس 2024 ، انخفضت أسعار التأمين على السفن ضد مخاطر الحرب إلى 0.4% تقريباً، لكن هذا الهجوم أدى إلى ارتفاعها مجدداً إلى 0.75%. وتفاقمت هذه الخسائر مع مضي 12 شهراً على احتجاز السفينة غالاكسي ليدر، مما يؤكد أنها الخسارة الثالثة للسفن جراء هجمات الحوثيين. وتصل فاتورة التأمين على السفينة غالاكسي ليدر إلى 65 مليون دولار.

ومع اقتراب العام الجديد، يبدو أن سنة 2025 ستشهد استمرار هجمات الحوثيين على الأرجح مع استمرار الوجود الإسرائيلي في غزة، الذي بدأ في أكتوبر 2023 بعد هجمات قادتها حركة حماس على بلدات إسرائيلية في الشهر ذاته.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *